تتعرض بلدية الخليل إلى مشكلة التأخير في المشاريع الإنشائية، والتأخير له آثار سلبية على نجاح المشاريع الإنشائية من حيث تجاوز الوقت والتكاليف، وتنعكس هذه الأثار السلبية على نواحي الحياة وعلى المجتمع ككل، والذي يستدعي ضرورة دراسة هذه الظاهرة عن طريق التعرف على الأسباب الرئيسية للتأخير في إكمال المشاريع الإنشائية المنفذة خلال الفترة الزمنية الواقعة من 2010 إلى 2014م لدى بلدية الخليل في فلسطين، وذلك من خلال التعرف على المدى الزمني الذي تصل له هذه التأخيرات، وتحليل وترتيب أهم الأسباب التي تؤدي إلى التأخير اعتماداً على تكرار حدوث ودرجة شدة ودليل أهمية هذه الأسباب من وجهة نظر طرفي المشروع(المقاول والاستشاري). منهجية البحث اعتمدت على استخدام الطريقة المختلطة (الكمي والنوعي)، حيث تم استخدام المقابلات ودراسة الحالة كأدوات لجمع البيانات النوعية واعتماد الاستبانة كأداة لجمع البيانات الكمية، حيث احتوت الاستبانة على (69) سبب محتمل من أسباب التأخير تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات رئيسية، حيث تم توزيع الاستبانة واستخدام أسلوب المسح الشامل المتمثل بكامل مجتمع البحث والمكون من المقاولين والاستشاريين بواقع (16) استبانة للمقاولين و (8) استبانات للاستشاريين، وتم استرداد (24) استبانة صالحة للتحليل.
وأظهرت الدراسة مجموعة من النتائج أهمها: بلغت المشاريع الإنشائية التي تم تنفيذها لدى بلدية الخليل خلال الفترة الزمنية الواقعة ما بين 2010 إلى 2014م (74) مشروع تأخر منها (38) مشروع أي ما نسبته (51.4 %)، كما أظهرت النتائج إلى أن متوسط الفترة الزمنية للتأخير في المشاريع الإنشائية تراوح مداها من (10% إلى 30%) من زمن المشروع المخطط له في العقد، كما أظهرت النتائج إلى أن المقاول هو المتسبب الأول لحدوث التأخيرات في المشاريع الإنشائية من وجهة نظر المستجيبين ككل بنسبة (41,7%)، كما توصلت الدراسة إلى أن أعلى خمسة أسباب تؤدي إلى التأخير في إكمال المشاريع الإنشائية في بلدية الخليل حسب درجة الأهمية من وجه نظر المستجيبين ككل فهي بالترتيب: التأخر في دفع وصرف المستحقات والدفوعات المالية للمقاول من قبل المالك، اختيار المقاول ذو العرض الأدنى والأقل سعر من قبل المالك، التأخير في الدفعات للموردين من قبل المقاول، الصعوبات المالية في تمويل المشروع من قبل المقاول، المشاكل مع الجيران.